يُعْتبر مرض باركنسون مرضاً عصبياً متفاقم، وينتج عن تدهور الخلايا العصبية المُنْتِجة للدوبامين في العقد العصبية الواقعة في أقصى المنطقة السفلية للدماغ (العقد القاعدية). وأما وظيفة العقد القاعدية فهي تنظيم أداء المهارات الحركية الطوعية والشبة إرادية، والتسلسل الحركي عبر الناقلات العصبية، كما يؤدي الدوبامين وظائف أخرى عديدة مثل الحفاظ على التركيز، القدرة على حل المشكلات، وكذلك اتخاذ القرارات.
نهجنا
يركز الفريق المتعدد التخصصات التابع للمستشفى على الحاجات الفردية الخاصة بكل مريض على حدة والأهداف الخاصة ببرنامج إعادة التأهيل الخاص به، فنحن نعي بأن كل مريض يعاني من مجموعة من الأعراض المختلفة، فربما يعاني المريض -مثلاً – من الألم عند الجلوس أو الوقوف أو المشي أو أداء المهام اليومية الأخرى، وقد يحدث الألم في أسفل الظهر، أو يمتد إلى الأقدام، وقد يشعر البعض بالخدر أو التنميل في القدم.
ونقدم العلاج المناسب لكل مريض حسب طبيعة الآلام التي يعاني منها، سواءً أكانت آلاماً مزمنةً أو قصيرة الأجل.
العلاج، التقنيات، والبحث العلمي
يُقَدم المستشفى العديد من الخدمات الطبية لعلاج وإعادة تأهيل المرضى الذين يعانون من أعراض حركية أو غير حركية ناتجة عن مرض باركنسون، وتحتوي المبادئ الطبية الخاصة بنا على نهج متداخل ومتعدد التخصصات من أجل علاجه، وعليه فإننا نعمل عن كثب مع المتخصصين في تقديم الرعاية الطبية لمعالجة مرض باركنسون.
خدمات طبية متخصصة
العلاج الطبيعي
لأن الاستجابة للعلاج الطبيعي تختلف من مريض لآخر، يقوم أخصاؤنا في المستشفى بتقديم العلاج بشكل خاص لكل مريضٍ على حدة بما يتناسب وحالته الصحية.
حيث أن العلاج الطبيعي الذي نقدمه يُساعد على:
- التقليل من التصلب وتحسين وضعية الجسم من خلال تمارين التمدّد وتعديل وضعية الجسم المنتصب.
- زيادة سرعة ومدى حركات الجسم من خلال تمارين القوة وتحريك العضلات.
- تعليم المرضى “استراتيجيات التحفيز” التي تساعدهم بشكل كبير على اختيار الطريقة الصحيحة لحركات الجسم.
- تعزيز القدرة على الحركة من خلال التقويم باستخدام العديد من الأجهزة المساعدة على الحركة.
- التقليل من تصلب وتشنج وآلام العضلات من خلال تمارين التمدّد.
- التقليل من فقدان التوازن أثناء الجلوس، من خلال تمارين الثبات والتوازن.
- التقليل من مخاطر السقوط أثناء محاولة الحفاظ على التوازن، والتعليم على المشي بعد الإصابة، وتمارين القوة.
- تعزيز الاستقلالية الحركية واستعادة نمط الحياة الطبيعي.
- تقديم النصائح حول التعامل مع الإجهاد.
- الجمع ما بين تمارين التمدّد والتمارين الهوائية وتمارين القوة، وكذلك رياضة التاي تشي وأساليب الاسترخاء من خلال دروس أسبوعية لممارسة هذه التمارين.
العلاج الوظيفي
يستخدم فريق المستشفى العلاج الوظيفي من أجل تحسين جوانب متعلقة بالرعاية الشخصية والعمل أو حتى أنشطة الترفيه إذا كان المريض يعاني من بعض الصعوبات أثناء القيام بها.
ويتم تحقيق ذلك من خلال:
- الأنشطة الوظيفية التي تتم بشكل فردي أو جماعي.
- الأنشطة الإدراكية من أجل المساعدة في التغلب على صعوبات الذاكرة.
- تقييم الوظائف الحركية في بيئة المريض، وتحديد الحاجة لأي أجهزة أو تحسينات أو برامج إعادة تأهيل إضافية.
- العلاج الطبيعي اليدوي من خلال مصممو برامج التجبير والتمارين.
- تقويم وعلاج مشاكل القصور الإدراكي.
- الاستراتيجيات المساعدة على تعزيز قدرات حل المشكلات وتقوية الذاكرة.
- أساليب الكتابة اليدوية واستخدام أجهزة التكيُّف الحركي.
علاج مشاكل النطق والتخاطب
يساعد أخصائيون علاج مشاكل النطق والتخاطب المصابون بمرض باركنسون على الحفاظ على القدرة التواصل والبلع ومعالجة المشاكل المتعلقة بهم.
ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال:
- استراتيجيات وتمارين خاصة بمصابي مرض باركنسون وعائلاتهم؛ لتحسين سرعة وكمية الكلام والقدرة على التنفس وتعبيرات الوجه، وكذلك القدرة على النطق.
- استخدام أساليب علاجية محددة عند الحاجة مثل تمارين تقليل حدة الصوت، وبرنامج “لي سلفرمان” لعلاج الصوت
- مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون للتحدث بالشكل المناسب في مواقف مختلفة، مثلاً: عندما يعملون في مكتب فيه صوت صاخب حيث يصعب سماع الأصوات المنخفضة فيه، أو عندما يعملون في بيئة يكون فيها الصوت منخفضاً ولا يتمكنون من التحدث بأصوات مرتفعة.
- تقويم وعلاج مشاكل البلع التي قد يعاني منها مصابو مرض باركنسون.
- مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون على التحرك باستخدام أحدث التقنيات الطبية مثل الكمبيوتر ومكبر الصوت وتطبيقات وبرامج الحاسوب أو الأجهزة اللوحية المُصممة خصيصاً لأغراض طبية محددة، أو توجيه المرضى للاتصال بالأجهزة المعززة أو البديلة.
النتائج
أظهرت نتائج الدراسات العلمية بأن المرضى الذين يتلقون العلاج المكثف في مشفى متخصص بإعادة التأهيل يحصلون على نتائج أفضل من غيرهم ممن يتلقون العلاج في أماكن أخرى.
ويتعافى المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى بشكل أفضل خلال فترة علاجهم، كما أنهم يحظون بمستوىً عالٍ من الاستقلالية الحركية عند خروجهم من المشفى، وذلك استناداً إلى نقاط مرجعية محلية لقياس المعايير مثل معايير الحركة والقدرة الإدراكية وكذلك الأنشطة الحركية اليومية.
